الأربعاء، يناير 26، 2005

لقاءات مثيرة 5

من إيران يأتيك هذا اللقاء ، و ما هي الصعوبات التي تواجه الشعب الفارسي ، و ما هي نقطة الإلتقاء بين اللغة العربية و اللغة الفارسية ، و هل نجح الشعب الإيراني مع المصادر المفتوحة و ما هي جهوده لنشر هذا الفكر

تابعوا الإجابة على هذا الرابط

و إلى هذه النقطة نكون قد أنهينا عرض جميع اللقاءات

لقاءات مثيرة 4

و هذا لقاء مع الفاضل أحمد سليمان الرشيدان، من الكويت ، و قصته مع مشروع WordList
و ما هي طموحاته ، و إجاباته عن عدم التفرغ ، و إن كنت لا أوافقه في الرأي في قضية سهولة اللينكس
تابعوه على هذا الرابط

لقاءات مثيرة 3

و هذا لقاء مع أسامة محمد سعيد خياط
و هو لبناني يقيم حاليا في الكويت ، ستتعرفون على قصته مع المصادر الحرة ، وما هي طموحاته و ما الذي قدمة لها
على هذا الرابط

الاثنين، يناير 24، 2005

لقاءات مثيرة 2

و هذا اللقاء الثاني مع فرنسي ، و الذي شدني إليه أفكاره و طموحاته ، حيث تحس أنه يبذل ما في وسعه لتحقيق هدفه ، و لو كان لا يعرف من اللغة العربية أي نصيب
على هذا الرابط

الأحد، يناير 23، 2005

لقاءات مثيرة 1

حصلت قبل فترة على عدة لقاءات أجراها موقع عيون العرب مع بعض أعضاءه ، وبعضا من أفراد حركة
المصادر الحرة ..
و سأعرضها تباعا و سأعلق على كل لقاء بما يتسر ....
اللقاء الأول :
مع عرفات المديني و كل من تعامل مع اللينكس بالواجهة العربية ربما مر عليه هذا الاسم ، و هو شخص مجتهد و له طموحات كبيرة أتمنى له المزيد و المزيد
تابعوه على هذا الرابط

الثلاثاء، يناير 18، 2005

الدورة التدريبية إدارة نظام التشغيل غنو /لينكس 1

Study Guide for GNU/Linux System Administration 1
أقدم لكم هذا الملف التعليمي و التدريبي لنظام اللينكس حيث قام فريق التعريب و الترجمة في مجموعة مستخدمي غنو /لينكس سورية بترجمته من الإنكليزية إلى العربية وهو عبارة عن 119صفحة تحتوي على أهم المعلومات التي تتعلق بنظام اللينكس
و هو كتاب مفيد جدا و خاصة أنه يحتوي على تدريبات عملية لإمتحان LPI 101(RPM)يمكنكم تحميله على هذا الرابط

الاثنين، يناير 17، 2005

Gimp vs Photoshop

برنامج جايمب أو جيمب بشعبية واسعة في منصة اللينكس حيث يعتبر هو أشهر برامج التحرير الرسومية قوة و أداة ، و لا يقتصر برنامج جايمب على منصة الويندوز بل يتوفر على المنصات الأخرى مثل :الويندوز ، وماكنتوش ..
و يعد برنامج جايمب من منافسين الأشداء لبرنامج فوتوشوب ، و هو يتميز بمميزات لا تتوافر لبرنامج الفوتوشوب منها :
-عدم استهلاك الذاكرة المريع الذي يتميز به برنامج فوتوشوب .
- مفتوح المصدر ،يمكن لأي شخص أن يطور فيه أو يعدل فيه.
- مجاني بالمرة ، خلافا لفوتوشوب الذي يكلف أكثر من 700 دولارا أميركي ( قرابة 300 ريالا عماني )
- دعمه للعربي بدون أي تدخل .
و غيرها من مميزات التي سأترككم تكتشفونها مع هذا البرنامج الرائع ، و أصل البرنامج هو مشروع تخرج لطالبين في إحدى جامعات أمريكا سنة 1995م ، ثم نمى و كبر حتى وصل الآن إلى الإصدار 2.2 و هناك عدة دراسات تقارن بين هذا البرنامج و برنامج فوتوشوب منها هذه الدراسة و هي بالعربي ..
و الذي يعجبني فيه شخصيا ، هو توافر ميزة القوالب ، حيث يكفي أن تختار القالب و تكتب النص الذي تريده و
تختار نوع الخط فقط ، ثم استمتع بالأشكال التي تخرج .. و لكي تفعل ذلك اتبع التالي :
Gimp====>Xtns=====>Script-Fu
و اختر من أي فئة ، مثلا logos للشعارات و هكذا
و هذه بعض الأمثلة :


على فكرة لكي تظهر هذه القوالب مناسبة مع اللغة العربية اختر خطوط مخصصة للغة العربية

الأحد، يناير 16، 2005

بيئات تطوير جافا تحت منصة اللينكس

لحسن الحظ ،أن جافا تحظى ببيئات تطوير متطورة تحت منصة اللينكس ، أكثر من السي شارب ، و فوق ذلك
تتوفر تحت تراخيص مجانية يمكن لأي شخص أن يطور تحتها بدون مشاكل التراخيص ، و اليوم سأذكر بعضا
من هذه البيئات التي جربتها و عملت عليها تحت منصة اللينكس ، و ذات تراخيص مجانية ، ربما يوجد غيرها
من البيئات لا أعرفها ، و لكن الذي سأذكره هي بيئات متطورة جدا و تسهل عليك العمل كثيرا :
1- بيئة التطوير NetBeans IDE ، تمتاز هذه البيئة أنها مجانية و تطور تحت رخصة SPL
التابعة لشركة SUN ، و يمكن لأي شخص أن يري و ينزل السورس الكود التابع لها ، فهو متوفر على موقعهم ،،و موقعها على الإنترنت هو
www.netbeans.org
2- بيئة التطوير التابعة لشركة أوراكل المسماة Oracle JDeveloper و هي مجانية
بالفعل ، و هي مرتبة و أنيقة ، ومتطورة جدا ، و لا أخفي عليكم أنها صممت خصيصا للعمل مع قاعدة البيانات
أوراكل ، و لكن تقدر أن تطور عليها تطبيقات لا ترتبط مع تلك القاعدة ...و موقع الشركة هو :
www.oracle.com
3- بيئة التطوير التابعة لشركة بورلاند المسماة JBuilder X و هي بالفعل بيئة متطورة ، و لكن
الترخيص المجاني يسمى Foundation ، و موقع الشركة هو :
www.borland.com
و الجدير بالذكر أن هذه البيئات تعمل على منصة اللينكس و أيضا الويندوز و أنا جربتهن على المنصتين ..
حظا موفقا مع عالم الجافا ...

الجمعة، يناير 14، 2005

الجافا تحت منصة اللينكس :

عندما قررت أن أتعلم لغة جافا بعد بحث مضن عن لغة سريعة و سهلة الفهم ، مع دعم للعربي ، و توفر المصادر العربية ، تحت منصة اللينكس ، و قد استفدت كثيرا من خبرتي في لغة السي شارب ، بحثت عن طريقة لتصيب حزمة JDK1.5.0 تحت نظام اللينكس و جعل التيرنل يتعرف عليها تلقائيا ، و كذلك في تشغيل برامج الجافا المحزمةعلى صيغة JAR بضغطة زر فقط دون تشغيل التيرنل ،مثل الويندوز تماما ، فإذا أردت ذلك فإليك الخطوات :
- تهيئة المتغير البيئي PATH
بعدما تنزل منصة الجافا من موقع شركة SUNو تعمل لها تنصيب ، سيقوم فقط بفك الضفط عنها فقط ، بعد ذلك قم بالدخول على المستخدم الجذر rootوقم بنقل
ملف jre1.5.0إلى أي مكان بعيدا عن الملف homeو ذلك لكي لا تقوم بحذف ، و ليستمر معك بعيد عن اللعب ﻷنك ستضطر إلى الدخول بالمستخدم الرئيسي لحذفه ، أنا قمت بوضعه على سبيل أ في ملف usr بعد ذلك افتح الملف profile وستجده في مجلد etc ابحث عن هذه العبارة أو ما يقاربها:
PATH=/usr/local/bin:/usr/bin:/usr/X11R6/bin:/bin
عدل فيها بحيث تحتوي على مكان منصة الجافا ، على سبيل المثال :
PATH=/usr/local/bin:/usr/jre1.5.0/bin:/usr/bin:/usr/X11R6/bin:/bin
و اﻵن افتح التيرنل و اكتب
man java
و ستعمل الجافا معك على جهازك ،
- واﻵن نأتي على تشغيل ملفات jar لكي تشغلها على التيرنل اكتب التالي :
java -jar nameprogram.jar
و سيعمل معك تمام التام، و لكي تقوم بتشغيله تلقائي بدون فتح التيرنل ، اضغط على الملف الذي ينتهي بتلك الصيغة إذا كنت في بيئة KDEسيفتح كأنه أرشيف ، و لكن اضغط على فتح بواسطة من خلال النقر على الزر الأيمن للماوس ، أما إذا كنت في بيئة GONME فلن يتعرف عليه و سيطالبك بتحديد البرنامج الذي يفتحه تماما مثل الويندوز اكتب هذه العبارة في خانةاسم البرنامج
java -jar
وتذكر أن تضع علامة التذكر للمرات القادمة ، وستعمل معك الجافا بإذن الله بكل سهولة
، نسيت أن هذه الخطوات جربتها تحت توزيعة سوزي بريسنولي
9.1و بيئة KDE و لكن إن شاء الله لا تفرق مع أي توزيعة ، و إذا كان هناك استفسار ، علق على هذه المقالة ....

الاثنين، يناير 03، 2005

ابن معجمك اللغوي بنفسك

لطالما بحثت عن طريقة سريعة في بناء معجم لغوي ، يحوي على مفرادت اللغة العربية ، بحيث تكون مرتبة ترتيب هجائي و بدون تكرار ، حيث أنه سيسهل علينا بناء مدقق إملائي للغة العربية ، و كذلك يسهل علينا بناء قواميس ترجمة ، حيث أني فكرت في مرة من المرات عن الطريقة التي تكتب بها المدققات اﻹملائية ، فوجدت أن اﻷساس لها أن يكون لديك قاموس لغوي لمفرادات اللغة العربية ..
و بعدما انتقلت إلى منصة اللينكس أخيرا و بينما كنت أقرأ أحد الكتب التي تشرح نظام اللينكس و جدت طريقة لبناء معجم لغوي ، بكل سهولة ، فقط شغل سطر اﻷوامر ( التيرنل أو Konsole أو ما شابه ) و اكتب هذا السطر :
find *.txt | xargs cat | tr " " "\n" | sort | uniq > mydict.txt
ستجد أنك بنيت قاموسك اللغوي بكل سهولة و يسر .. ، و لكي أبسط لك المسألة سأشرح هذا السطر :
- اﻷمر find هو برنامج نصي للبحث يعمل على سطر اﻷوامر ، و النجمة معناها أي شيء ، فمعنى find *.txt ابحث عن كل نص ينتهي بلاحقة txt في الدليل الحالي .
- ثم نمرر النتيجة إلى البرنامج النصي xargs ، و هو سيأخذ النتيجة و يمررها بدوره إلى البرنامج cat ، الذي بدوره سيستخدم اﻷمر tr لترجمة كل فراغ بين الكلمات إلى رمز بداية السطر و سيبني قائمة من الكلمات .
- سيجري بعد ذلك فرز هذه القائمة عند تطبيق اﻷمر sort ، و سيجري استبعاد أي تكرار في القائمة عند تطبيق اﻷمر uniq.
-ثم يجري تخزين هذه القائمة في ملف اسمه mydict
لقد جربت هذه الطريقة على المصحف الكريم و قد نجحت حيث أعطتني أكثر من 19000كلمة ، و قد رتبها على الترتيب الهجائي .
و لكي تبني معجم بهذه الطريقة ، فقط جمع كل النصوص العربية في ملف واحد ، و طبق هذا اﻷمر ، ثم راجع الخارج من هذه العميلة ... و الله الموفق

السبت، يناير 01، 2005

أنجز العمل و لا تخف.....

نعم أنجز العمل الذي طلب منك و لا تؤخره ، فإنه يسبب لك قلقا ينكد عليك حياتك ، فأنت لاتدري ما الذي يحصل ، فقد يطلب منك حضور إلى مركز الشرطة مثلا، و أنت تتهرب عنه في كل مرة ، و يبقى هما فوق رأسك لا ينزاح إلا بإنجازه ، أنجزه في أقرب فرصه و لا تهمله ، اقض على كل ما يسبب لك عدم الثقة بالنفس
فأنت لا تدري ما الذي تحمله الأيام لك ...
و هذه قصة أعجبتني جدا عن هذا الموضوع ، و هي قصةالـ ( ك )
أنقلها في موقعي لتستمعوا بها

عندما بلغ ستيفانو روا سن الثانية عشرة, طلب كهدية من والده, الذي كان قبطانا في البحرية ومالكا لمركب شراعي جميل, أن يصحبه معه في إحدى رحلاته البحرية.
(عندما سأصير كبيراً, أريد أن أبحر مثلك. سأقود بواخر أجمل وأكبر من مركبك). قال الولد.
- (حفظك الله يا بني). أجاب الأب
وتصادف أن المركب سيبحر في ذات اليوم, فاصطحب القبطان ابنه. وقد كان يوما رائعا, مشمسا والبحر هادئا. ستيفانو الذي لم يسبق له أن صعد على متن المركب, كان يجري فوق السطح فرحا, معجبا بالأشغال المعقدة الخاصة بالإقلاع. وكان يطرح عدة أسئلة على البحارة, الذين يقدمون له التفسيرات المطلوبة, وهم مبتسمون.
ولما بلغ الولد مؤخرة السفينة, توقف مشغول البال, من أجل ملاحظة شيء ما يظهر ويختفي, على بعد مائتين إلى ثلاثمائة متر تقريبا, على خط سير المركب.
وبالرغم من أن المركب يبحر بسرعة معقولة, محمولا بهواء بحري مناسب, فإن هذا الشيء يحافظ دائما على الفارق نفسه. وإن كان لا يفهم الطبيعة, ففيه شيء لا أدري ما هو, شيء متعذر تحديده, لكنه يفتن بقوة الطفل.
الأب الذي لم يعد يرى ستيفانو. نادى عليه من بعيد, لكن دون جدوى. نزل من مقصورة قيادته لكي يبحث عنه.
(ستيفانو, ماذا تفعل, وأنت مسمر هنا?) سأله وهو يلمحه أخيرا في مؤخرة السفينة, واقفا يحدق في الأمواج.
- أبي, تعال انظر.
جاء الأب ونظر هو أيضا في الاتجاه الذي أشار إليه الولد لكنه لم يلمح شيئا.
(هناك شيء أسود يظهر من حين لآخر على خط سير المركب, وهو يتعقبنا). قال الطفل.
- حتى ولو كنت في الأربعين من عمري, أعتقد أنني مازلت أتوفر على عينين سليمتين. لكنني لا ألحظ أي شيء على الإطلاق). قال الأب.
ومثل ولده أصر على رأيه, فذهب لإحضار منظاره وتفحص سطح البحر, في اتجاه خط سير الباخرة. وفجأة لاحظ ستيفانو أن وجهه يمتقع.
(ماذا جرى? لماذا تغير وجهك هكذا, يا أبي).
- أووه! لو أنني لم أنصت إليك, صاح القبطان. ما تراه يبرز فوق الماء, هذا الذي يتبعنا ليس شيئا وإنما هو الـ (ك).
إنه الوحش الذي يخشاه كل البحارة, في كل بحار العالم. إنه قرش مخيف وغامض, أكثر مكرا وذكاء من الإنسان. ولأسباب لا يعرفها أحد, يختار ضحيته. لكن ما إن يختارها, حتى يتعقبها لسنوات وسنوات, طوال الحياة إذا اقتضى الأمر ذلك, إلى أن يتمكن من افتراسها. والأكثر غرابة هو أنه لا أحد استطاع رؤيته, غير ضحيته المقبلة أو أحد أفراد عائلته.
- إنك تحكي لي خرافة مسلية, يا أبي!
- كلا, كلا, لم يسبق لي أن رأيت هذا الوحش, لكن حسب الأوصاف التي أسمعها باستمرار, تحققت منه فورا خطم البيسون (1) هذا, وهذا الفم الذي يفتح ويغلق في نوع من التشنج, ثم هذه الأسنان المرعبة, ستيفانو, لم يعد هناك مجال للشك, واحسرتاه! وقع اختيار الـ (ك) عليك, وكلما كنت في البحر فإنه لن يتركك تنعم بأي وقت للراحة. أنصت إلي جيدا يا صغيري: سنعود فورا إلى الميناء, ستغادر السفينة ولن تعود إلى الإبحار مرة أخرى, مهما كان السبب. ينبغي أن تعدني بذلك حرفة البحار لم تخلق من أجلك, بني. وعليك أن تعتزل. عجبا! فعلى الأرض أيضا, يمكنك أن تحقق الثروة).
ما أن أنهى كلامه, حتى أعطى أوامره فورا للعودة. دخلت السفينة إلى الميناء, فأنزل القبطان ابنه, تحت مبرر تعرضه لمرض مفاجئ. ثم غادر دونه.
ظل الطفل مسمرا في مكانه, في حال اضطراب شديد, إلى أن اختفى الجانب العلوي من سارية السفينة في الأفق. ومن بعيد لمح نقطة صغيرة سوداء تبرز من حين لآخر: إنه الـ (ك), قدره الشخصي, يتحرك ببطء, في كل اتجاه, وينتظره بإصرار.
منذ هذه اللحظة صارت كل الوسائل ملائمة للوقوف في وجه نزوع الولد نحو البحر. بعثه الأب للدراسة في مدينة وسط البلاد, على بعد مئات الكيلومترات عن البحر. ولبعض الوقت, انشغل ستيفانو بهذا الوسط الجديد, ولم يعد يفكر مطلقا في الوحش البحري. غير أنه في العطلة الكبرى, عاد إلى البيت ولم يستطع ثني نفسه, بمجرد ما سنحت له الفرصة. أسرع في اتجاه نهاية رصيف المرفأ, من أجل التحقق.
اعتبر الأمر سطحيا, بل ومضحكا في العمق. فبعد هذا الزمن الطويل, من المؤكد أن الـ (ك) تخلى عن المواجهة, هذا إذا سلمنا بصحة الحكاية التي رواها أبوه.
لكن فجأة, ذهل ستيفانو, واضطربت دقات قلبه, إذ لاح الحيوان المشئوم, على بعد مائتين أو ثلاثمائة متر من الرصيف, هناك في أعالي البحر, يتحرك ببطء, ويخرج رأسه من الماء بين الفينة والأخرى, وينظر في اتجاه الساحل كما لو أنه يريد التأكد من أن ستيفانو قد جاء أخيرا.
عندئذ تحولت بالنسبة إليه فكرة هذا الكائن العدواني الذي ينتظره ليلا ونهارا ,إلى ما يشبه الوسواس القهري. ففي المدينة البعيدة, يحدث له أن يستيقظ في غمرة الليل, ويستبد به القلق. فهو في مكان آمن. أجل, مئات ومئات الكيلو مترات تفصله عن الـ (ك). ومع ذلك يدرك أن هذا الحيوان اللعين, يواصل انتظاره, هناك فيما وراء الجبال, فيما وراء الغابة, وفيما وراء الهضبة. ولو ذهب للعيش في مكان ما, بعيدا عن البحر, فإن الـ (ك) سيترصده من أقرب نقطة بحرية, بالإصرار المتصلب نفسه.
وستيفانو الذي كان ولدا جديا وطموحا, واصل دراسته بتفوق, وعندما بلغ سن الرشد, عثر على عمل مهم وبأجر جيد, في إحدى مقاولات المدينة. لكن في غضون ذلك توفي والده نتيجة مرض, فتم بيع مركبه الشراعي الرائع من طرف أرملته. فوجد الابن نفسه يملك ثروة ضخمة. العمل, الصداقات, التسليات, وبداية مغامرات الحب: هكذا تم رسم حياة ستيفانو فيما أتى من الأيام, إلا أن ذكرى الـ (ك) تعكر صفو خاطره مثل وهم خادع, مهلك وساحر في الآن نفسه. ومع مرور الأيام, وبدلا من أن يتلاشى هذا الوهم, بدا وكأنه يشتد شيئا فشيئا. فالشعور بالارتياح الذي حصل عليه ستيفانو من حياته التي يطبعها الجد واليسر والهدوء, هو عميق بالتأكيد, لكن فتنة البحر لاتزال قوية بداخله. وهكذا فعندما بلغ, بالكاد الثانية والعشرين من عمره, ودع أصدقاءه في المدينة وتخلى عن شغله, وعاد إلى مسقط رأسه وأفصح لأمه عن رغبته في مواصلة حرفة أبيه. المرأة الشجاعة, التي لم يسبق لستيفانو أن أخبرها عن القرش الغامض, تلقت قراره بسرور بالغ. فإن يتخلى ابنها عن البحر من أجل المدينة, كان يبدو لها الأمر, في أعماق فؤادها, خيانة للتقاليد العائلية.
شرع ستيفانو في الإبحار, كاشفا عن مؤهلات بحرية, وقدرة كبيرة على التحمل, وشجاعة نادرة. يبحر, ويبحر بلا هوادة, وفي الخلف وعلى خط سير السفينة يقبع الـ (ك), ليلا ونهارا, عند هدوء البحر أو في خضم ريح عنيفة ومفاجئة. هي ذي لعنته وهو ذا قدره, يعلم ذلك جيدا, لكن لهذا السبب ربما, لا يملك القوة ليتجرد منه. وباستثناء ستيفانو, لا أحد على متن السفينة يلمح الوحش.
(ألا ترى شيئا في هذا الاتجاه)? يسأل أحيانا أحد مرافقيه وهو يشير في اتجاه خط سير السفينة.
- كلا, لا نرى شيئا البتة. لماذا?
- لا أدري.. يبدو لي ...
- هل رأيت الـ (ك) صدفة? يضحك الآخرون هازئين وهم يمسكون الحديد.
- لماذا تضحكون? ولماذا تمسكون الحديد?
- لأن الـ (ك) حيوان لا يتسامح أبدا. وإذا ما قام بتعقب السفينة, فهذا يعني أن واحدا منا سيضيع).
لكن ستيفانو لم يفكر في الأمر. يظهر أن الخطر المتواصل الذي يطارده,يضاعف إرادته, وشغفه بالموت, ونشاطه في ساعات الشدة والقتال.
وعندما أحس ستيفانو أنه تمكن جيدا من حرفة الإبحار, اشترى بالإرث الذي تركه له والده, مركبا صغيرا مناصفة مع شريك آخر. ولم يمض وقت طويل, حتى أصبح مالكه الوحيد. وفيما بعد, تمكن من شراء سفينة شحن حقيقية, بفضل سلسلة من الرحلات الاستكشافية الموفقة, فأخذ يتطلع بطموح أكبر إلى المستقبل. لكن النجاحات والملايين لم تتمكن من طرد ذلك الوسواس المتواصل من ذهنه. وبالرغم من ذلك لم يفكر, ولو لحظة في بيع السفينة والتوقف عن الإبحار من أجل اقتحام مجالات عمل أخرى.
الإبحار, ولا شيء غير الإبحار, كانت تلك فكرته الوحيدة. وما أن تطأ قدمه الأرض في ميناء من الموانئ, بعد شهور طويلة يقضيها في البحر, حتى تدفعه اللهفة إلى شد الرحال من جديد. وهو يعلم أن الـ (ك) ينتظره في عرض البحر, وأن هذا الـ (ك) مرادف للمصيبة. فلا يمكن فعل أي شيء. إنه إغراء لا يقاوم, هذا الذي يجذبه بلا هوادة من بحر لآخر.
واليوم فقط, انتبه فجأة ستيفانو إلى حقيقة أنه أصبح عجوزا, طاعنا في السن, ولا أحد من محيطه يمكنه أن يفسر لماذا لا يتخلى - بعد هذا العمر الطويل وقد أصبح رجلا ثريا - عن حياة البحر المتعبة. عجوز وتعس بشكل مثير للشفقة, لأنه بدد كل حياته في هذا الهروب الأخرق عبر البحار, الهروب من عدوه اللدود. لكن محاولة التورط كانت بالنسبة له أقوى من مباهج الحياة الميسورة والهادئة.
وذات مساء, وبينما كان المركب الرائع راسيا في عرض الميناء, في مسقط رأسه, شعر بدنو أجله. حينئذ نادى على القبطان, الذي يحظى بكامل ثقته, وأمره بألا يعترض على ما هو مقدم عليه. القبطان المسكين, وعده بشرف, وبحصوله على هذا الوعد القاطع, كشف ستيفانو للقبطان الذي أنصت إليه فاغرا فاهه, حكاية الـ (ك) الذي واصل تعقبه سدى, طوال خمسين سنة تقريبا.
(لقد رافقني من أول العالم إلى آخره, بوفاء لا نعثر عليه حتى عند صديق كريم الآن, وأنا مقبل على الموت. بالتأكيد سيكون هو أيضا طاعنا في السن ومتعبا بشكل مرعب. فلا يمكنني أن أخيب انتظاره), قال ستيفانو.
وبقوله ذاك, ودع القبطان, وأنزل زورق الإنقاذ إلى البحر واستقر به بعد أن أعاد الخطاف إلى موضعه.
(الآن, سأذهب لملاقاته. من العدل ألا أخيب أمله. لكنني سأقاوم بكل ما أوتيت من قوة). أضاف ستيفانو.
ثم ابتعد دافعا قاربه بالمجذاف, تحت نظرات الضباط والبحارة, الذين تتبعوه وهو يختفي هناك على سطح البحر الهادئ ووسط ظلمات الليل, بينما الهلال يرصع وجه السماء.
لم يتطلب الأمر وقتا طويلا. إذ فجأة برز خطم الـ (ك) البشع, في مواجهة الزورق. فصاح ستيفانو قائلا: (قررت مع نفسي أن آتي لمواجهتك, والآن: ها نحن معا!).
حينئذ, استجمع العجوز ما بقي له من قوة, وهم بالتلويح بالخطاف ليضرب... لكن فجأة جأر الـ (ك) بصوت متوسل قائلا:
- بو هو هو! كم تسنى لي من الوقت والجهد لألتقي بك أخيرا? أنا أشعر بتعب شديد بعد كل هذا الإبحار الطويل! وأنت الذي تفر, وتفر.. لم تفهم أي شيء!
- ماذا عساي أفهم? قال ستيفانو ملسوعا.
- أن تفهم أنني لا أطاردك حول الأرض لكي أفترسك كما اعتقدت. فملك البحار أمرني ببساطة أن أسلم لك هذه الأمانة.
وأخرج القرش لسانه, وقدم للبحار العجوز كرة صغيرة متلألئة. أخذها ستيفانو بين أصابعه وتفحصها.
ووجدها لؤلؤة ذات حجم استثنائي. وتعرف عندئذ على لؤلؤة البحر الشهيرة, التي تمنح لمن يملكها الثروة والقوة والحب وراحة البال. لكن مع الأسف, فقد فات الأوان.
(واحسرتاه! شيء لا يغتفر! نجحت فقط في إفساد حياتي وحياتك..) قال ستيفانو وهو يحرك رأسه بحزن.
- وداعا, أيها الرجل المسكين. أجاب الـ (ك). وغاص إلى الأبد في المياه المظلمة.
شهران بعد ذلك, جنح زورق صغير إلى الصخور الوعرة الممتدة بمحاذاة الشاطئ, تدفعه أمواج البحر. لمحه بعض الصيادين. أثار فضولهم, فاقتربوا منه. ووجدوا في الزورق هيكلا عظميا أبيض اللون, في وضعية الجلوس, وبين عظام أصابع يديه الرقيقة, عثروا على حصاة ملساء كروية الشكل.
-------------------------------
الـ (ك) حوت من الحجم الكبير, بشع المنظر, ونادر الوجود. ويسمى بأسماء مختلفة تبعا لاختلاف البحار والبحارة, فهو كولومبير, كاهلوبرها, كالونغا, كالي, بالي, شالانك - غرا. والغريب أن علماء الطبيعيات يجهلونه. حتى أن بعضهم يصر على عدم وجوده.

دينو بوزاتي